الاخطاء في التمرينات وطرق اصلاحها
ترتبط عملية تعليم التمرينات بظهور العديد من الأخطاء في الأداء الحركي لها . مما يتطلب الأسراع بأصلاح هذه الأخطاء حرصاً على سلامة العملية التعليمية وتحقيق الأهداف المراد تحقيقها من هذه التمرينات .
أنواع الأخطاء
تعددت الأراء والمراجع العلمية في تقسيم الأخطاء إلى عدة أنواع وأن اختلف في المسمى إلا أنه متشابهون في المحتوى والمضمون الأساسي لهذه الأخطاء .
وقد قسمها محمد حسن علاوي إلى الأتي :
1- الأخطاء الفرعية أو الجزئية .
2- الأخطاء الأساسية الشائعة .
وهنا يرى أن إصلاح الخطأ الأساسي يؤدي إلى إصلاح بعض أو معظم الأخطاء الفرعية الجزئية الأخرى ، وذلك نظراً لأرتباط هذه الأخطاء غالباً بالخطأ الأساسي.
بينما يقسم خليل فوزي الأخطاء إلى :
1- الأخطاء الخفيفة : وهي الأخطاء البسيطة التي لا تؤثر على سير الحركة ولكنها تؤثر على الشكل الجمالي للتمرين . مثل (تباعد الأصابع باليدين ، عدم شد أمشاط القدمين ، تباعد المسافة غير المرغوب فيها بين الرجلين .. الخ ) .
2- الأخطاء الكبيرة :وهي الأخطاء التي تؤثر على سير الحركة وإعاقة الأداء الصحيح للتمرين .
-أخطاء حديثة : وهذه الأخطاء الخفيفة والكبيرة قد تكون تحدث أثناء تعليم التمرينات الجديدة نتيجة لعدم فهم الطلاب للتمرينات المقدمة إليهم فهماً صحيحاً فيقومون بإشراك بعض العضلات التي لا دخل لها في العمل مما ينتج عنها زيادة في الأنقباض العضلي وبذل القوة أو خلل في أداء التمرين دون داعي .
-أخطاء متكررة وثابته :وهي أصعب أنواع الأخطاء نتيجة تكرار الأداء بطريقة خاطئة والتعود عليها (وذلك نتيجة ثبات العصب الموصل بين العضو العامل (العضلات ) والجهاز العصبي ) فيصبح هذا الأداء الخاطئ جزء لا يتجزأ من أداء الفرد .
وفي هذا الصدد قسم محمد علي حافظ الأخطاء إلى :
1- خطأ عام :وهو الخطأ الذي يقع فيه معظم الطلاب في المجموعة الواحدة .
2- خطأ خاص (فردي ):وهو الخطأ الذي يقع فيه بعض الطلاب في المجموعة الواحدة .
كما قسم البعض الأخر الأخطاء إلى :
1-أخطاء بسيطة :وهذه الأخطاء لا تؤثر على الحركة أو التمرين بقدر تأثيرها على النواحي الجمالية لذا يمكن تركها إلى أن يتعلم التلاميذ أداء التمرين ، ومن هذه الأخطاء فتح أصابع اليدين أثناء أداء الحركة ، مواجهة الكفين للداخل أو للخارج … الخ.
2-أخطاء كبيرة :وهذه الأخطاء تؤثر على صفة الحركة وأهم ميزة لها ، وبالتالي تعوق الأداء السليم وقد تؤثر على القوام تأثيراً على غير مرغوب فيه ، مثل الوثب على باطن القدم وليس على الأمشاط ، سقوط الذراعين والمرفقين أثناء الضغط خلفاً ، ثني الركبتين أثناء ثني الجذع أماماً أسفل … الخ ، وغالباً ما تحدث هذه الأخطاء عند أداء التلاميذ لتمرين لا يتناسب مع مستواهم أو تكرار التمرين بشكل ممل ، أو عند وصولهم إلى مرحلة الأرهاق فيلقون العبء على مجموعات عضلية أخرى ليس لها دخل في الحركة ، لتقليل الجهد المبذول لمتابعة الأداء .
ويحمل محمد إبراهيم واحمد فؤاد الأخطاء الظاهرة في التمرينات فيما يلي:
1- خطأ عام خفيف (بسيط) قد يكون حديث أو متكرر (ثابت).
2- خطأ عام كبير (اساس ) قد يكون حديث أو متكرر (ثابت ).
3- خطأ خاص (فدردي ) قد يكون خفيف (بسيط ) وحديث أو متكرر (ثابت ).
4- خطأ خاص (فدري ) قد يكون كبير (أساسي ) وحديث أو متكرر (ثابت ).
الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الأخطاء :
• يكون التمرين أعلى من مستوى التلاميذ .
• عدم فهم التلاميذ الحركة أو التصور الخاطئ للتمرين .
• عدم كفاية الاستعداد البدني للتلاميذ ، مثل عدم القدرة على مرجحة الرجل عالياً لافتقارهم إلى مرونة مفصل الفخذين .
• الشعور بالإرهاق والتعب أو الخوف وعدم الثقة بالنفس .
• عدم ملاءمة المكان أو الإمكانات للأداء الحركي.
• تكرار التمرين بشكل رتيب وممل .
• التأثير السلبي لتمرين سبق تعلمه وإتقانه على التمرين الجديد نتيجة لاختلافهما في الإيقاع الحركي المميز لكل منهما مثلاُ .
• عدم القناعة عند التلاميذ بأهمية أداء التمرين .
إصلاح الأخطاء في التمرينات:
من الممكن أن يقع الفرد في بعض الأخطاء أثناء أدائه للتمرينات والحركات الرياضية خاصة في مرحلة اكتسابه للتوافق الأولى للحركة ، ولكي يصل في عمله إلى الأداء الصحيح لابد من إصلاح الخطأ ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكتسب التوافق الجيد دون الاهتمام بالأداء الصحيح .
ويجب أتباع ما يلي في عملية إصلاح الأخطاء :-
(1) إصلاح الخطأ فور حدوثه حتى لا يثبت الخطأ ويصبح عادة .
(2) الاهتمام بأهم صفة للحركة وأهم ميزة لها ن بحيث إذا لم تتوفر هذه الصفة أو الميزة تغيرت الحركة أو المهارة ، فمثلاً عند تعليم تمرين مرجحة الذراعين لابد أن يهتم المدرس بانسيابية الحركة وعدم تصلب الذراعين لأن ذلك يعتبر أهم صفة للتمرين .
(3) يجب أن يكون إصلاح الخطأ إيجابياً وليس سلبياً ، ويفضل أن يقول المدرس شد الركبتين ولا يقول لا تثني الركبتين ، أي على المدرس ألا يذكر الخطأ الموجود بل يذكر ما هو مطلوب فعلاً أداؤه ، وبذلك يكون الإصلاح إيجابياً وغير سلبي.
(4) التدرج بإصلاح الأخطاء حسب أهميتها ، إذ يجب البدء بإصلاح الأخطاء الأساسية الشائعة ثم بعد ذلك الأخطاء الفرعية أو الأخطاء الخاصة لدى بعض التلاميذ .
(5) يكون إصلاح الخطأ فردياً إذا حدث من طالب أو أثنين ، ويكون بشكل جماعي إذا كان الخطأ عاماً أي أن أغلبية الطلاب يؤدون الحركة بشكل خاطئ .
(6) يستحسن عدم لمس التلاميذ أثناء إصلاح الأخطاء إلا في الأحوال الضرورية ، وأن يعتمد المدرس على مقدرته في التعبير وأن يترك للتلاميذ فرصة للتفكير فيما يقول .
(7) مراعاة عدم إيقاف العمل لإصلاح خطأ ثانوي بالنسبة للهدف المراد تحقيقه حتى لا يتعطل العمل ويمل التلاميذ .
( يستحسن إيقاف الأداء وشرحه ثانية أو عرض نموذج جيد إذا كان الخطأ عاماً أي أن أغلبية التلاميذ يؤدون الحركة بشكل خاطئ.
(9) عند إصلاح الخطأ يجب أن يكون بلهجة تخالف النداء ، وأن تحمل معنى الأمر بالنداء الصحيح مثل شد المشطين ، أدفع الذراعين … الخ .
(10) الاهتمام بالقوام الصحيح في كل حركة .
(11) عدم بقاء التلاميذ في وضع جسماني معين سواء أكان هذا الوضع صعباً أو غير صعب لغرض إصلاح الأخطاء .
(12) محاولة إصلاح خطأ واحد في كل مرة بقدر الإمكان بدلا من إصلاح أخطاء محددة دفعة واحدة .
(13) تكرار جزء التمرين الذي يحدث فيه الخطأ مع مراعاة ضرورة أداء التمرين كله بعد ذلك .
(14) عدم كثرة الشرح والإسهاب فيه بغرض إصلاح الخطأ .
(15) يستحسن الاستعانة بالتلاميذ الذين يتقنون أداء الحركة في عرض نموذج للحركة المراد إصلاحها .
(16) ضرورة ملاحظة التأثير النفسي للطريقة المتبعة في إصلاح الخطأ واختيار الألفاظ المناسبة والطريقة الملائمة لمعالجة كل حالة .
(17) تشجيع التلاميذ عند إحرازهم لأي تقدم في طريقة الأداء من الأمور المساعدة على سرعة إصلاح الأخطاء .
هذه أهم الملاحظات التي يجب أن يراعيها المدرس عند إصلاح الأخطاء في الحركة ، عليه عدم التهاون في هذا الإصلاح عند الطلاب وإلا تتكون عندهم عادات حركية خاطئة يصعب التخلص منها بعد ذلك .
اعتبارات هامة تتعلق بإصلاح الأخطاء :
(1) إلمام المدرس إلماماً كاملاً بصفات القوام الصحيح وأخطائه وأنواعه .
(2) مقدرة المدرس على معرفة سبب الخطأ وكيفية تجنبه وإصلاحه .
(3) النموذج الجيد والشرح الواضح.
(4) سرعة ملاحظة المدرس للأخطاء .
(5) إقبال الطالب على العمل مع اقتناعه بفائدة التمرين .
(6) اختيار المدرس لنفسه مكاناً يمكنه من رؤية جميع التلاميذ بوضوح أثناء قيامهم بالأداء .