عرض النتائج 1 إلى 10 من 12

Threaded View

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. ادماج تكنولوجيا الاعلام والتواصل بمادة التربية البدنية بالمغرب

    دعونا نقف للحظة بهدوء وروية؛
    نسترجع انفاسنا بعمق؛
    نتأمل واقعنا ونسائله بعقل وموضوعية،
    بدون عقد وهمية و بدون نرجسية فارغة

    هل نحن فعلا كما يعتقدون ام نحن غير ذلك ؟

    كمال باكوش عبد الله


    الموضوع الذي سنحاول طرحه على السادة القراء هو ادماج تكنولوجيا الاعلام والتواصل في التدريس (ت.إ.إ.ت) ومادة التربية البدنية والرياضية بالمغرب وهو موضوع نعتبره في غاية الاهمية رغم كل ما قد يعتريه من مزايدات ويشوبه من مغالطات وسنحاول ان نوضح راينا في الموضوع بكل موضوعية من اجل رفع كل لبس .

    لا احد يجادل اليوم في الدور الفاعل والجوهري لادوات الاعلام والتواصل في حياتنا اليومية فصحون اجهزة الاستقبالات الرقمية غطت البنايات والسطوح بشكل مرعب مشوهة كل المعالم، والانترنيت لا زال يغزو المدارس والمقاهي والبيوت، والحواسيب، والكاميرات والساعات و''ايبود'' والهواتف حتى كدنا ان نصير واطفالنا رقميون بامتياز .

    هذا التطور الحاصل في البرامج والاجهزة الرقمية وسهولة استعمالها لم يمر في صمت بل عملت مجموعة من المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية على الاستفادة من خدمة هذه التكنولوجيا في تسيير اعمالها وتطوير خدماتها وبالتالي كان لا بد من ان تستفيد التربية بدورها من هذا التقدم ومن وسائله المتطورة فصارت تذمج في المنظومات التربوية وخصوصا في عمليتي التعليم والتعلم .

    في اليابان مثلا عملت الحكومة على ادماج تكنولوجيا الاعلام والاتصال في منظومتها التربوية منذ سنة 1991 وفي سنة 1993 قدم فريق قيادة مختص في السياسة التعليمية بالبلاد تقريرا يحض فيه الحكومة ان تتبنى نظاما معلوماتيا مدى الحياة في نظامها التربوي. في استراليا عرضت ولاية فرجينيا على الاساتذة مهلة سنتين للانخراط الكامل في مخطط ادماج (ت.إ.إ.ت) او الاستقالة في حالة الرفض وقد حققت نجاحا باهرا في هذا المجال وكانت قدوة وعبرة للكثير من الدول التي ما زالت تَتَردّد او تُزايِد .في امريكا اثبتت دراسة علمية سنة 1996 ان كل تلميذ من تسعة يمتلك حاسوبا بنسبة 98 % اما الان فكل المؤسسات بدون استثاء مرتبطة بالانترنيت عالي الصبيب ، في اروبا تعتبر انجلترا والمانيا من الدول الرائدة في هذا المجال ويتجلى ذلك في تعاملهما الجاد والمسؤول في اذماج (ت.إ.إ.ت) في البرامج التعليمية والمناهج ، في فرنسا وفي مادة التربية البدنية تحديدا فان ادماج (ت.إ.إ.ت) بدأ فعليا منذ بداية القرن الحالي بالتعليم الابتدائي وقد كان التقرير الذي قدمه ''ميشال فوركوس'' بطلب من الوزير الاول فرانسوا فيون امام البرلمان الفرنسي مؤخرا والذي اسماه ''من اجل نجاح المدرسة الرقمية '' خطوة حاسمة في اتخاذ العديد من القرارات ، استهله بقولة لريشار ديسكوني تحمل الكثير من التامل والتفكير '' مع التطور الحاصل في الميدان الرقمي حتى الدول التي لديها بعض التقدم هي في تاخر''
    « La révolution numérique est tellement rapide que même ceux qui ont un peu d´avance sont en retard ! »
    مما يعني ان سرعة التقدم في المجال الرقمي فائقة وليس لها حدود وان عدم مسايرتها لابد وان يخلق هوة خطيرة بين الدول يصعب بل من المستحيل تداركها فيما بعد ، فلا مجال للتاخر او التعطل للالتحاق بالركب.

    اما في المغرب، فبعد تعثر تفعيل الميثاق الوطني للتربية والتكوين خصوصا ما يتعلق بدعامته العاشرة والمرتبطة باستعمال التكنولوجيا الحديثة للاعلام والتواصل ، ثم جاء بعد ذلك المخطط الاستعجالي بحزمة من المشاريع من اجل تسريع وثيرة الاصلاح ومن ضمنها مشروع العاشر في المجال الاول والخاص بادماج تكنولوجيا الاعلام والتواصل وحفز روح الابداع ضمن مجال التعلمات بالمؤسسات التعليمية ، وعهد الامر الى مديرية جيني فما كانت من هذه الاخيرة الا ان اختارت موادا تعتبرها حاملة واقصت اخرى اعتقادا منها بانها ليست كذلك. فتبنت كل من الرياضيات واللغات ، والاجتماعيات والفيزياء والكيمياء والتكنولوجيا في مخططها الخماسي لغاية 2013 والتي ستستفيد قاعاتها من البنيات التحتية والاجهزة و برامجها من المضامين الرقمية، واساتذتها من التكوين والتطوير، في حين سوف يتمتع الاساتذة الاخرون مع موادهم ( الغير حاملة) في نعيم الاقصاء وحلاوة التهميش .

    ما معنى هذا ؟؟ بكل بساطة معناه اننا كمادة التربية البدنية والرياضية وكاساتذة لهذه المادة، المغضوب عليها وعليهم، سوف ننتظر الى ما بعد سنة 2013 وسوف نرى ربما قد تتكرّم علينا مديرية جيني وتُدخلنا في برنامجها الخماسي المقبل لنستفيد في حدود سنة 2017 او ربما لا ومن يدري ؟؟

    فلماذا يا ترى هذا الاقصاء وهذا التهميش ؟؟؟؟؟
    والسؤال الاكثر اهمية في اعتقادي هو ما مدى اثر هذا الاقصاء على المادة واساتذتها معا إن على المستوى القريب او المتوسط او البعيد ؟ خصوصا ان الكثير منا لا يعتمد على تكوينه الذاتي وقد لا يفكر فيه مطلقا، بل ينتظر ان ياتيه التكوين من الخارج وفق اجندة معينة والذي قد ياتي وقد يطول به الانتظار، وخصوصا ان علمنا ايضا ان اصغر هوة في المجال الرقمي لا يمكن تداركها ببساطة بل تكون التكلفة غالية بكل المقاييس.

    وما موقفنا نحن كاساتذة للمادة من هذا الاقصاء ؟؟؟
    اهو اقصاء مشروع ومُبرّر ام هو جريمة نكراء في حقّنا جميعا وفي حق مادتنا في التطور الطبيعي أسوةً بباقي المواد ؟؟؟؟

    قد يعتقد البعض ربما اننا ( مادة التربية البدنية والرياضية واساتذتها) لا نساهم في تطوير المنظومة التربوية من الداخل بل نجرها الى الوراء. وهذا يُعيدنا الى فترة ما بعد الاستقلال، حيث نادى بعض المغاربة بازالة مادة التربية البدنية والتي كانت تعتبر فترة استراحة لا غير للتلاميذ، لانها ترهقهم وتعيقهم عن رسم مسارهم المهني الحقيقي بواسطة المواد الاخرى طبعا.
    او ربما لاننا كاساتذة لهذه المادة فنحن عاجزون عن مسايرة التقدم الحاصل حولنا ؟؟

    وما ادرانا نحن بهذه الالة العجيبة التي تسمى حاسوبا ؟ وكيف نستطيع ان نوظفها في تدريسية كتدريسيتنا ؟؟؟

    ربما نحن مجرد كتل من اللحم فقط وعقولنا الصغيرة لا تستوعب المنطق والحساب ؟؟

    او ربما نحن كل هذه الاشياء مجتمعة...

    قد يرانا البعض مجرد اساتذة "الجري والتحنقيز" وكثير منا يعمل على ترسيخ ذلك.
    وقد يرانا البعض الاخر مجرد مادة جانبية وغير حاملة وبالتالي يجمعنا في حزمة مع مواد اخرى ويعتقد ان لا داعي لتركها في المنظومة التعليمية بل وجب حذفها ومسحها من لائحة البرامج والمناهج و الخطير في ذلك ان كثيرا منا يؤمن بذلك ويصرح بها جهرا وعلانية.
    وقد يشبهنا البعض الاخر بالفلاحين لفرحنا الشديد عند هطول المطر وقد ينتظر كثير منا ايضا بلهفة وشوق اخبار الارصاد الجوية مساء لينعم بالنوم صباحا.
    وقد يقصينا البعض من كل ما هو حديث ومتطور فيعطى الاسبقية لمواد ويدعنا ننام بهدوء سنين اخرى فلا نصدر أنّةً ولا تنبس شفاهنا بكلمة.
    وقد يملأ بنا الثقوب في استعمالات الزمن ، وقد نوصف بالكسل والخمول والبلادة والسذاجة والنقل في الامتحانات، والتقصير في المسؤولية واشياء اخرى تمرغ الانوف في التراب.

    اما نحن، استاذات واساتذة هذه المادة الجميلة والتي يحسدنا عليها القاصي قبل الداني؛

    دعونا نقف للحظة بهدوء وروية؛
    نسترجع انفاسنا بعمق؛
    نتأملها ونسائلها بعقل وموضوعية،
    بدون عقد وهمية و بدون نرجسية فارغة

    هل نحن فعلا ما يعتقدون ام نحن غير ذلك ؟
    فكيف نرى انفسنا من الداخل بصدق ؟
    وكيف نواجه هذا التحدي الزاحف
    ما موقفنا من هذا الاقصاء المتعمد ؟ وكيف نواجهه؟
    ماذا نفعل من اجل تغيير واقع الحال ورسم معالم الطريق؟
    كيف نرد الاعتبار لمادتنا وقبلَها لانفسنا ؟

    هل سنغير حالنا و سنصنع مستقبلنا بايدينا ام سنظل، على شاكلة دون كيشوت، نحارب بسيوف خشبية طواحين من هواء.

    كثيرة هي الاسئلة التي تؤرقني فعلا ، فلا اجد بدا من ان اتقاسمها معكم لعلي اجد بينكم من سيحمل معي هذا الهم ويخفف عني بعض العبء.

    [align=center]مُعِزُّكُم
    كمال عبد الله باكوش[/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة kamal_abdellah_bakouch ; 21-09-11 الساعة 20:04

المواضيع المتشابهه

  1. النظام الداخلي للفصل الخاص بمادة التربية البدنية و الرياضية
    By سكينة1234 in forum منتدى منسقي ومكاتب الجمعية الرياضية ASS -
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 14-04-23, 18:05
  2. مشاركات: 293
    آخر مشاركة: 14-02-21, 22:41
  3. مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 03-09-20, 13:52
  4. كيفية اجتياز امتحان الدخول الى مركز التربية والتكوين الخاص بمادة التربية البدنية والرياضة
    By prof_med in forum الاستعداد لمباراة التعاقد تخصص التربية البدنية
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 13-05-20, 03:19
  5. مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 04-11-19, 23:31

تعليمات المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •